سورة الحج - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


قوله عز وجل: {يأيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} في زلزلتها قولان:
أحدهما: أنها في الدنيا، وهي أشراط ظهورها، وآيات مجيئها.
والثاني: أنها في القيامة.
وفيها قولان:
أحدهما: أنها نفخ الصور للبعث.
والثاني: أنها عند القضاء بين الخلق.
{يَوْمَ تَرَوْنَهَا} يعني زلزلة الساعة
{تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} وفيه أربعة أوجه
أحدها: تسلو كل مرضعة عن ولدها، قاله الأخفش.
والثاني: تشتغل عنه، قاله قطرب، ومنه قول عبد الله بن رواحة:
ضرباً يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليله
والثالث: تلهو عنه، قاله الكلبي، ومنه قول امرئ القيس

أذاهِلٌ أنت عن سَلْماك لا برحت *** أم لست ناسيها ما حنّت النيبُ
والرابع: تنساه، قاله اليزيدي، قال الشاعر:
تطاولت الأيام حتى نسيتها *** كأنك عن يوم القيامة ذاهل
{وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا} قال الحسن: تذهل الأم عن ولدها لغير فطام، وتلقي الحامل ما في بطنها لغير تمام.
{وَتَرَى النَّاس سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى} قال ابن جريج: هم سكارى من الخوف، وما هم بسكارى من الشراب.


قوله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} فيه قولان
أحدهما: أن يخاصم في الدين بالهوى، قاله سهل بن عبد الله.
والثاني: أن يرد النص بالقياس، قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث.


قوله عز وجل: {يَأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنْتُم فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ} يعني آدم.
{ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ} يعني ولده
{ثُمَّ مِن عَلَقَةٍ} يعني أن النطفة تصير في الرحم علقة
{ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ} يعني أن العلقة تصير مضغة، وذلك مقدار ما يمضع من اللحم.
{مُّخَلَّقَةٍ وَغِيْرِ مُخَلَّقَةٍ} فيه أربعه تأويلات
أحدها: أن المخلقة ما صار خلقاً، وغير مخلقة ما دفعته الأرحام من النطف فلم يصير خلقاً، وهو قول ابن مسعود.
والثاني: معناه تامة الخلق وغير تامة الخلق، وهذا قول قتادة.
والثالث: معناه مصورة وغير مصورة كالسقط، وهذا قول مجاهد.
والرابع: يعني التام في شهوره، وغير التام، قاله الضحاك، قال الشاعر:
أفي غير المخلقة البكاءُ *** فأين العزم ويحك والحَياءُ
{لِّنُبيِّنَ لَكُمْ} يعني في القرآن بدء خلقكم وتنقل أحوالكم
{وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلّى أَجَلٍ مُّسَمًّى} قال مجاهد: إلى التمام
{ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ} وقد ذكرنا عدد الأشُدّ
{وَمِنْكُم مَّن يُتَوَفّى} فيه وجهان
أحدهما: يعني قبل أن تبلغ إلى أرذل العمر.
والثاني: قبل بلوغ الأَشُدّ.
{وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: الهرم، وهو قول يحيى بن سلام.
والثاني: إلى مثل حاله عند خروجه من بطن أمّه، حكاه النقاش.
والثالث: ذهاب العقل، قاله اليزيدي.
{لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً} فيه وجهان
أحدهما: لا يستفيد علماً ما كان به عالماً.
الثاني: لا يعقل بعد عقله الأول شيئاً.
ويحتمل عندي وجهاً ثالثاً: أنه لا يعمل بعد علمه شيئاً، فعبر عن العمل بالعلم [لافتقاره إليه لأن تأثير الكبر في العمل أبلغ من تأثيره في العلم].
{وتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً} فيه ثلاثة تأويلات
أحدها: غبراء، وهذا قول قتادة.
والثاني: يابسة لا تنبت شيئاً، وهذا قول ابن جريج.
والثالث: أنها الدراسة، والهمود: الدروس، ومنه قول الأعشى:
قالت قتيلة ما لجسمك شاحباً *** وأرى ثيابك باليات همَّدا
{فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} وفي {اهْتَزَّتْ} وجهان
أحدهما: معناه أنبتت، وهو قول الكلبي.
والثاني: معناه اهتز نباتها واهتزازه شدة حركته، كما قال الشاعر:
تثني إذا قامت وتهتز إن مشت *** كما اهتز غُصْن البان في ورق خضرِ
{وَرَبَتْ} وجهان
أحدهما: معناه أضعف نباتها.
والثاني: معناه انتفخت لظهور نباتها، فعلى هذا الوجه يكون مقدماً ومؤخراً وتقديره: فإذا أنزلنا عليها الماء رَبتْ واهتزت، وهذا قول الحسن وأبي عبيدة، وعلى الوجه الأول لا يكون فيه تقديم ولا تأخير.
{وَأَنْبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} فيه وجهان
أحدهما: يعني من كل نوع، وهو قول ابن شجرة.
والثاني: من كل لون لاختلاف ألوان النبات بالخضرة والحمرة والصفرة.
{بَهِيجٍ} يعني حسن الصورة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8